الجعفري السوداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدجل والشعوذه هل هي مشكلة أفراد أم أزمة مجتمع؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الدجل والشعوذه هل هي مشكلة أفراد أم أزمة مجتمع؟ Empty الدجل والشعوذه هل هي مشكلة أفراد أم أزمة مجتمع؟

مُساهمة من طرف الجعفري الجمعة يونيو 26, 2015 5:08 am



الدجل والشعوذه هل هي مشكلة أفراد أم أزمة مجتمع؟



أي مكان تدخله جامعة أماكن عمل وبيت تسمع ان فلاناً عمل لفلان عمل ، فقد اصبحت بصورة ملفته للانظار بالدرجة التي يمكن ان نطلق عليها ظاهرة ،

وايضاً انتشر الشيوخ (الفكي ) في أي مكان في العاصمة (هذا اذا تحدثنا على مستوى العاصمة ) بحيث يمكن الوصول اليه في أي مكان في العاصمة

كانت لنا جولة في بعض الاماكن التي يرتادها الباحثين عن العلاج عند الشيوخ فهي لم تكن فقط عن اطراف المدن بل انتقل الشيوخ الى الوسط للمارسة اعمالهم .

في منطقة جبرة جنوب وعند احد الشيوخ المشهورين التقينا السيدة (أ.ع) استاذة بمدرسة أساس تقول أتيت للبحث عن الانجاب فقد عرفت بالشيخ من مديرتها في المدرسة التي اكدت لها ان (ايدو لاحقة ) خاصة في مثل حالتها ، فهي تقول انها تزوجت منذ 12 عاما ودائماً ما تجهض . وعندما سألناها ماذا قال لها الشيخ قالت إنه أكد لها انها عندها (ابو الصبيان) الذي اصابها في طفولتها عندما سحرتها امرأة اتت لزيارة والدتها وهو الذي يعمل على اجهاض الجنين ولكنها تضيف ان علاجه غالى جداً فهو يطلب في كل مرة 400 جنيه سوداني، لذا لا تستطيع المواصلة وعندما سألناها هل ذهبت لغيره أكدت انها ذهبت لكل من سمعت به حتى "أبحاث الإيمان" ذهبت لها فهي لم تترك باباً لم تطرقه.

وفي منزل الحجة عشة في جنوب الخرطوم ذهبنا مساء يوم أربعاء فهذا هو يوم الحضرة الأحد والأربعاء هنالك مئات من خارج المنزل هنالك أعداد كبيرة من العربات والركشات ومختلف وسائل المواصلات فمجرد ان تنزل في المحطة الرئيسية وتسأل أي صاحب ركشة يدلك على بيتها ، وفي داخل المنزل قبل صلاة المغرب هنالك مئات من النساء من مختلف الاعمار ،،، فالحجة عشة حسب ما يقال تعالج مرضاها بالقرآن وماء السدر ،، لم نستطيع ان نرى شكلها من كثرة الزحمة ،،، فكانت معها حالة تخرج هي الجن من جسدها فهي لا تستخدم الضرب كانت المريضة امامها على الارض وتخرج اصواتاً غريبه وهي تقرأ لها ولم نستطيع سماع ما تقرأه ولكن بداخل منزلها التقينا باحد حيرانها من النساء واكدت انها تعالج بالفعل وهنالك كثير من من تعالجت عندها ووجدنا معها امرأة ومعها ابنتيها وتحمل خاتماً استمعنا للحوار الذي دار بينها وحوارة الشيخ :

سألتها الحوارة ماذا بها فردت انها اتت من اجل بناتها الكبرى تزوجت قبل ثلاث سنوات ولم تنجب والصغرى في العشرينات من عمرها ولم تتزوج ،، عندها ردت عليها الحوارة ان امرأة قريبة منكم عملت عمل لبناتك ،، فعندها اخرجت السيدة خاتم من شنطتها وسألت الحوارة هل صاحبة الخاتم لها علاقة بالعمل ،، فأكدت لها انها من فعلت لهن العمل ,, عندها قالت لبناتها الم أقل لكم ان ابنة عمتكم عملت لكم عمل وهي صاحبة الخاتم ،،، فعندها اضافت الحوارة ان العمل في محلين في المنزل الاول عند مدخل باب الشارع والثاني عند الغرفة التي تفتح جنوباً،، ولابد لهن ان يبدأن بالعلاج مع الحجة عشة ،،،،،

نلاحظ ان صاحبة الحاجة هي من قالت ان ببناتها عمل وهي من حددت من عملت العمل والا لماذا اتت بالخاتم معها وكل الذي فعلته الحوار انها اكدت لها ما بداخلها من اوهام ، وهذا في الغالب ما يفعله الشيوخ لطالبي العلاج.

وغير هذا النموزج كثر من تبحث عن عمل او عريس او تعاني من مرض او لها مشكلة مع زوجها وتعتقد ان وراءها شخص يريد ان يخرب بيتها.فالحجة تعالج من الامراض كلها حسب قولهم ..........

والصدفة الغريبة وجدنا نفس السيدة التي وجدناها عند شيخ جبرة في منزل الحجة عشة فهي كما قالت تبحث عن العلاج في كل الطرقات ولم تفوت شيخ او شيخة سمعت بها ،،،، وعندما سأناها الم تذهبي للطبيب قالت ذهبت لـ19 طبيب نساء وتوليد ولكن لا فائدة .............

زهراء زوجي يخدع الناس:

زهراء عاملة نظافة باحدى المنظمات التقيناها صدفة ففي اثناء حديثنا عن ظاهرة انتشار الذهاب للشيوخ قالت لنا زوجي يخدع النساء بانه يعالجهم ،،، وهو في الحقيقة ليس بشيخ ولا يعلم عن العلاج شيء ،، وحكت لنا حكاية امرأة هي خدعتها في الاول بهدف اقناعها بان زوجها يخدعها فقالت في ذات يوم اتت سيدة منقبة وتحفظ القرآن لكي تبحث عن علاج عند زوجي ولم تجده عندها وجدتها وسألتها ماذا بها، فقالت لي ان زوجها تزوج بامرأة اخرى ومنذ ذلك الوقت اصبحت لا اهتم بنظافة منزلي ولا نظافة بيتي واحسب ان زوجته عملت لي عمل ،،، عندها قلت لها انا ايضاً اعالج فطلبت منها ان تأتي بجوال طلح وحناء لكي نعزم لها عليها وتعود لتأخذه بعد اسبوع وبالفعل احضرت ما طلب منها واتت بعد اسبوع وهي معتقدة اني وضعت العلاج به وقلت لها اذهبي وتدخني منه وايضاً الحناء ، وحددت لها آيات من القرآن لتقرأها في الصباح ،، وبالفعل عادت بعد اسبوع واكدت انها عملت ما طلب منها وانها تتحسن، وكذلك لنظافة منزلها طلبت منها احضار مكنسة (مقشة ) وفعلت نفس الشيء وعندما قالت لي انها تحسنت اخبرتها اني لم افعل لها اي شيئا وكنت آخذ منها الاشياء واتركها في مكانها الى ان تعود واخبرتها ان زوجي يخدع النساء لكي يأخذ منهن أموالهن . والتحسن الذي شعرت به هو بعزيمتها وكل ما كانت تحس به كانت اوهام ،، فاذا كان هنالك فضل فللقرآن الذي كانت تقرأه .

فكي الرجال "اكثر زبائني تجار"

ايضاً الرجال يرتادون الدجالين والمشعوذين في كل صغيرة وكبيرة تخصهم ففي حضرة احد الشيوخ الشباب بوسط الخرطوم شاهدنا شخصا ينزل من عربة فارهة ويدخل للشيخ، وبعد مدة ليست بالقصيرة خرج منه ومن بعده سألنا الشيخ ماذا يريد هذا الشاب قال انه يحب فتاة ويريد ان يتزوجها ولكنها فضلت عليه آخر واتى لكي اساعده على الزواج منها .

هذا ما قاله الشيخ ولكنه بالفعل اتي لكي يعمل عمل للفتاة لتحبه وتكره الآخر.

وعند احد الشيوخ المشهورين في منطقة بوسط الخرطوم ايضاً وجدنا أشخاصا، قال الشيخ انهم تجار ومستثمرين يريدون ان ينزلوا بصات سفرية في احد الطرق القومية ويريدون منه ان يخرج شركة منافسة من السوق .____ يعني بالواضح اعمل ليهم عمل عشان يخسروا ويطلعوا من اسوق____ عوما هذا الشيخ اغلب زبائنه من التجار والطبقة العليا كما يقول هو . ولكن ايضاً له زبائن مختلفة ويؤكد بانه فقط يساعد الناس ولا يعمل لهم عمل ويقول انه يعلم عمل كل شيخ ففي هذا المجال نحن نعرف بعضنا ويقول ان فك عمل بعض الشيوخ صعب والبعض الآخر سهل ،،

بصورة عامة معظم زبائن الدجالين من الشرائح المتعلمة..!رغم تعليمهم ووعيهم التام بعدم الجدوى من هؤلاء الدجالين.. وعلمهم التام بمدى نفاقهم وغشهم إلا وأن معظم زبائن ومرتادي الدجالين والمشعوذين هم صفوة المجتمع.. وما دونهم حدث ولا حرج..!
ويظلوا يلهثون خلفهم وخلف البحث المضني عن إيجاد أفضل الدجالين دون كلل أو ملل.. او حتى إلقاء نظرة للخلف بما حدث لهم من كثرة تعاملهم مع هؤلاء ترى ما الذي يدفع هؤلاء المتعلمين للوقوع في أحضان الضلال دون أن يحسوا بمراره تجربة من سبقوهم.

مستنكرون: ضعف الوازع الديني هو السبب

وفي المقابل هنالك من يستنكر هذة الظاهرة فيرى معاذ ذهاب هؤلاء المتعلمين الى الدجالين دون الخوف من الله تعالى، وما يحيرني لجوء بعض من صفوة المجتمع للدجالين خاصة لعيبة الكورة وبعض الفنانين. ويرجع الباحث الاجتماعي محمد حسن بأن السبب الذي يجعل هؤلاء المتعلمين يبحثون عن أفضل الشيوخ مرده لعدم الوعي الثقافي.. والمعروف أن القلم لا يزيل بلم.. إذن ثقافتهم الدونية رغم تعليمهم الأكاديمي هي السبب الأساسي وأيضاً عادات أهاليهم في زيارة الشيوخ أكسبتهم الثقة في اللجوء للشيوخ..!
أيضاً عدم الوازع الديني والإيمان الضعيف يجعل الفرد يضل طريق الصواب ويبحث عن طريق الكسل لأقرب السبل التي يراها لتحقيق هدفه. إذن المعاناة التي يجدها الخريج أو الفرد المثقف هي من إحدى العوامل المؤثرة على سلوكه في تحقيق غاياته بأقرب وسيلة ولو على حساب تعليمه وفهمه للأمور.

رؤية علم الاجتماع للظاهرة :

وقد يفسر علماء النفس بان مرتادي الشيوخ هم من لهم قابلية لذلك، ولكن علماء الاجتماع لهم رأي حول الظاهرة ..

فيقول د ادريس سالم الحسن استاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم

اللجوء للدجل يؤدي لتفكك المجتمع:

ان " الانسان عندما يكون في وضع غير مستقر، وفيه كمية من عدم اليقين وعدم المعرفة بما سيحدث وعندما يكون الحياة مضرب سياسياً اواجتماعياً وفيها قلق الناس دائماً ما يلجأوا لقراءة المستقبل ومعرفة الحاضر ، بطرق غير الطرق العقلانية ، فاذا كانت الاشياء واضحة الانسان يرتب حياته بناءاً عليها ، ويحسبها حسابات عقلانية ، ولكن كل الوضع غير عقلاني وبه نوع من الغموض وبه نوع من عدم التأكد وعدم الاسيقان ، ولان الانسان بطبعه يريد ان يطمئن على مستقبله و لأن في مثل هذا الوضع الانسان لايكون واثقا من نفسه ومن قدراته ومن الاشياء التي تحدث له لان المستقبل كله غير واضح يلجأ لمثل هذة الوسائل .

ولكن كل الناس لا يلجأون للشعوذة فعادة الاولاد يذهبون لشيوخ الطرق الصوفية لاعادة الاستقرار النفسي في جو عدم الترابط، مثلاً شيخ البرعي لعب دورا كبيرا في الاستقرار الاجتماعي في وقت كان السودان يمر بظروف صعبة جدا ، جفاف ومشكلات اقتصادية وضغوط سياسية ، الشباب من خلال اشخاص مثل البرعي اكتسبوا رؤية واضحة للمستقبل وأمل بأن الأشياء ستتحسن .

بالنسبة للفتيات مع تحولات الاوضاع الاجتماعية اصبح من الصعب الاعتماد على البعض فالكل يسعى لتأمين مستقبله، لأن مع ضغوط الحياة الأخوان بالكاد يكفون اسرهم فكان لابد لها من الخروج للبحث عن عمل وتأمين مستقبلها ورعاية اسرتها ،هذا الوضع مع ضيق الفرص قد يدفعاها لمثل هذة الوسائل الغير عقلانية . إضافة للضغط الاجتماعي كالزواج .

ويضيف انه لا يمكن تفسير انتشار الدجل والمشعوذين إلا في الوضع العام.

فعندما يكون عدد كبير من الناس يلجأون لمثل هذه الوسائل ليست هي قضايا فردية بل قضايا اجتماعية يمكن تفسيرها في الجو العام لأن الظروف الاقتصادية والسياسية هي التي تدفع الافراد الذين لهم قابلية يذهبون لهذه الظواهر عندما تدفعهم هذه الظروف .

اضافة لسهولة المواصلات والاتصالات ففي كثير من الاحيان الاشياء تتم في اطراف من المدينة بعيدا عن الرقابة الاجتماعية ولكن الرواد وطالبي الخدمة هم من المركز فكثير من الاشياء التي تحدث في الاطراف تعيش على المركز ، لان في ايديهم السلطة والمال فاحياناً يستفيدون من المركز في تسهيل امور حياتهم لانهم لا يتوقفون على اعمال الدجل ولكن لهم اشغال أخرى يستفيدون من أفراد المركز الذين يصبحون زبائنا لهم ،، فتصبح المصالح متبادلة .

وعن آثار هذة الظاهرة على المجتمع يضيف ادريس سالم بانه سيميل المجتمع للفردانية كثيراً لأن الكل يبحث عن حلول لنفسه وعائلته وليست حلول متكاملة لصالح البلد ككل فبالتالي المجتمع يفقد رؤيته للمجتمع ويفقد تخطيط للوسائل التي من خلالها تحدث تنمية وسيغيب التخيط من البلد ويسصبح مجتمعا مفككا ومجتمعا غير قادر على أن يضع أهدافا محددة، ولا وسائل لتحقيقها."
الجعفري
الجعفري

المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/06/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الدجل والشعوذه هل هي مشكلة أفراد أم أزمة مجتمع؟ Empty رد: الدجل والشعوذه هل هي مشكلة أفراد أم أزمة مجتمع؟

مُساهمة من طرف شيخ شيوخ السودان الأحد يوليو 26, 2015 3:15 pm

المشكله يا شخنا مش مشكلة افراد او مجتمع المشكله في العقول 
التي تركت الخالق 
واستعانت 
بالمخلوق سواء انس او جن 
مع العلم ان النوعين 
لا يسطيع اي منهم مساعدة نفسه  
ومع ذلك -------- 
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
اذن المشكله هي البعد عن طريق الله 
وشكرا
شيخ شيوخ السودان
شيخ شيوخ السودان

المساهمات : 136
تاريخ التسجيل : 23/07/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى